قدمه الكاتب : زين المهتدين
المقدمة
إن
معرفة الله واجبة على كل مكلف لما تؤدي إليه من الالتزام بتوحيد الله الذي هو غاية
وهدف الدين الإسلامي،[1]
ولأن القول في الصفات تابع القول في ذات الله الذي أوصف الله سبحانه وتعالى
بما وصف به نفسه الكريمة في كتابه العزيز الذي نزل به على قلبه - صلى الله عليه وسلم
- الروح الأمين، ووصف الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم،[2]
ولذلك فإن مختلف أهل الأصول يتكلم
الباري تعالى بوحدانيته وصفاته وحقيقته من حيث نفي وإثبات.[3]
وكانت
قضية الصفات الإلهية من أكبر مسائل النزاع بين المتكلمين، إما بين المثبتين وإما النافين،
فمن الفِرَق الذين يجهدون عن بحث هذه القضية هم الخوارج والمعتزلة والسلف، حيث
إنما الخوارج تنزيه الذات الإلهية ونفيها وذلك نفي مغايرة صفات الله لذاته، أو زيادتها
عن الذات،[4]
وأن إثباتها يؤدي إلى التشبيه المذموم،[5]
وأما المعتزلة يري بالتنزيه المطلق لله فإن إثبات الصفات يقتضي التشبيه والتمثيل،
ولذلك لا يجوز وصف الباري تعالى بصفة يتصف بها المخلوق حتى لا يحصل التشبيه
والتمثيل.[6]
وأما السلف كانوا يثبتون لله تعالى الصفات، كما أثبت سبحانه لنفسه أو أثبته له رسوله والصفات
ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة إثباتاً من غير
تكييف[7]
ولا تمثيل،[8]
ولا تحريف[9]
ولا تعطيل،[10]
على حد قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ البَصِيرُ.[11]
وفي
هذه المقالة القصيرة المختصرة رغب الباحث في بيان هذه القضية حيث آراء هذه الفِرَق
يعني الخوارج
والمعتزلة والسلف ونقد على آرائهم، وهذا البيان.
التعريف
بمصطلح الصفات الإلهية
الصفات
جمع الصفة وهي مصدر وصَفَ يصِف صِفْ، وَصْفًا وصِفَةً، فهو واصِفٌ، والمفعول
مَوْصوفٌ، وصَفَ الشَّيءَ أو وصَف فلانًا معناها نعَته، الصفة هي حالة يكون عليها
الإنسانُ أو الشَّيء كالجمال أو السَّواد أو العِلْم أو الجهل، أو علامة يُعرف بها
الموصوف "له صفة الكرم".[12] وقيل وَصَفَ هُوَ تَحْلِيَةُ الشَّيْءِ،
وَالصِّفَةُ: الْأَمَارَةُ اللَّازِمَةُ لِلشَّيْءِ، كَمَا يُقَالُ وَزَنْتُهُ
وَزْنًا، وَالزِّنَةُ: قَدْرُ الشَّيْءِ. يُقَالُ اتَّصَفَ الشَّيْءُ فِي عَيْنِ
النَّاظِرِ: احْتَمَلَ أَنْ يُوصَفَ.[13]
قال
المناوي: الصفة لغةً النّعت، وشرعا هو الاسم الدال على بعض أحوال الذات، نحو طويل
وقصير وعاقل وأحمق وغيرها. وقال بعضهم ما دل على معنى زائد على الذات محسوس
كالأبيض، أو معقول كالعلم.[14]
وقال الجُرجاني: الوصف عبارة عما دل على الذات باعتبار معنى هو المقصود من جوهر
حروفه أي يدل على الذات بصفة كأحمر فإنه بجوهر حروفه يدل على معنى مقصود وهو
الحمرة فالوصف والصفة مصدران كالوعد والعدة، والمتكلمون فرقوا بينهما فقالوا الوصف
يقوم بالواصف والصفة تقوم بالموصوف وقيل الوصف هو القائم بالفاعل.[15]
وقال
ابن تيمية: والصفة والوصف تارة يراد به الكلام الذي يُوصف به الموصوف، كقول
الصحابي في قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[16]:
أُحبُّها لأنها صفة الرحمن، وتارة يُراد به المعاني التي دلَّ عليها الكلام كالعلم
والقدرة.[17]
إذن
الغرض من الصفات الإلهية هي ما قام بالذات الإلهية مما يميزها عن غيرها، ووردت به
نصوص الكتاب والسنة.[18]
في هذا إشارة إلى أن الله عز وجل وصف نفسه بصفات كثيرة، تَعَرَّفَ بها إلى عباده،
وهذه الصفات هي التي تميز الخالق عز وجل عما سواه وتُظْهِرُ للعباد كمال الرب عز
وجل وعظمة شأنه، وجلال قدرته، وتزيد العبد معرفة بالله عز وجل.[19]
فقال الإمام أحمد: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى
الله عليه وسلم لا يَتَجاوز القرآن والحديث.[20]
الصفات
الإلهية عند الخوارج[21]
لم
يكن للخوارج بحوث مدونة في المسائل الكلامية فيما تيسر لي الاطلاع عليه من كتب
علماء الفرق بياناً وافيا لرأي الخوارج التي تتعلق
بالصفات الإلهية بصفة عامة والصفات الخبرية بصفة خاصة إلا ما حكي عنهم من آراء
قليلة في بعض المسائل الاعتقادية، مما لا يشكل مذهباً متكاملاً في العقيدة كمذاهب
الفرق الأخرى. وقال الشهرستاني في الملل والنحال عن رأي فرقة الشيبانية في صفة
العلم بقوله: وينقل عن زياد بن عبد الرحمن الشيباني ابن خالد أنه قال: إن الله
تعالى لم يعلم حتى خلق لنفسه علماً، وإن الأشياء إنما تصير معلومة له عند حدوثها
ووجودها.[22]
ورأى
الإباضية[23] في الصفات
الإلهية أنهم يقفون موقف النفي أو تأويل الصفات حيث يذهبون إلى تأويل الصفة
تأويلاً مجازياً بحجة الابتعاد عن اعتقاد المشبهة فيها، ويرون أن إثباتها يؤدي إلى
التشبيه المذموم الذي حذروه، فكانت صفات الله ليست زائدة على ذات الله ولكنها هي
عين ذاته.[24] وخلاصة
القول ما يذهب إليه الإباضية أنهم يرجعون صفات العلم والقدرة والإرادة وغير ذلك
-تلك الصفات التي أثبتها الله لنفسه، والتي هي صفات كمال، من لم يتصف بها كان فيه
من النقص والعيب ما لا يدرك إلا في الجمادات- إلى الذات، فقالوا: إنه عالم بذاته
وقادر بذاته.[25]
فظهر
بها الخوارج على أنه تنزيه الذات الإلهية ونفيها عن أي شبهة بالمحدثات بما في ذلك
نفي مغايرة صفات الله لذاته، أو زيادتها عن الذات، وذلك حتى لا يفتح الباب لشبهة
توهم تعدد القدماء،[26] لأن الله
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.[27]
النقد
على فكرة الخوارج عن الصفات الإلهية
وقد
بطل هذا القول للخوارج فإنهم ينزهون الذات الإلهية بنفي الصفات لله تعالى، ولذلك
صرحوا أن الصفات عين الذات. وإن ذلك تخالف الكتاب والسنة، لأن الله تعالى أثبتها
ونفي عن ضدها في القرآن والسنة النبوية وإثباتها ليست شركا.[28]
فقال تعالى في إثبات صفة العلم: لـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ
أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً،[29]
وقال تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى
يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ
لاَّ يَعْلَمُونَ.[30]
إن
من المستحيل وجود الذات بدون صفات، وهكذا يستحيل خلو الذات الإلهية من صفاتها
القائمة بها. هذا ولم يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة
أو السلف الصالح مثل هذا النفي لصفات الله تعالى عن ذاته، بل نعتوه سبحانه وتعالى
بكل نعوت الكمال والعظمة والجلال، دون أن يجدوا فيما أثبتوه له تشبيهاً له سبحانه
وتعالى بخلقه، فكما تنزهت ذاته عن مشابهة ذوات المخلوقين، فكذلك تتنزه صفاته عن
مشابهة صفاتهم.
ومذهب
السلف في مثال هذه الصفات هو ما قاله عنهم ابن تيمية من "أنهم يصفون الله بما
وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.[31] ويقول ابن
القيم بأن الله وصف نفسه بصفات وسمي نفسه بأسماء، وأخبر عن نفسه بأفعال، وأخبر أنه
يحب ويكره ويغضب ويسخط وينزل إلى السماء الدنيا، وأنه استوى على عرشه، وأن له
علماً وحياة وقدرة وإرادة وسمعاً وبصراً ووجهاً، وأن له يدين وأنه فوق عباده، وأنه
قريب وأنه مع المحسنين ومع الصابرين ومع المتقين، ووصفه رسوله بأنه يفرح ويضحك،
وأن قلوب العباد بين أصابعه وغير ذلك.[32]
فقد
وصف الله نفسه بعدة صفات فقال تعالى: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ،[33]
وقال تعالى: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء،[34]
وقال تعالى إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ،[35]
وقال تعالى وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا[36]
وقوله: يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ،[37]
وقوله في الكفار وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ،[38]
وقوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى،[39]
ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء
الدنيا،[40] وبقوله:
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَعْجَبُ مِنْ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ.[41] وقوله: لَيَضْحَكُ
مِنْ رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ثُمَّ يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ.[42] وقوله
للجارية: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: أعتقها فإنها مؤمنة.[43] ونعلم أن
الله سبحانه لا شبيه له ولا نظير، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
البَصِيرُ،[44] وكل ما
يتخيل في الذهن إن خطر بالبال فإن الله تعالى بخلافه.[45]
وهذا
ما أراد مذهب السلف في الصفات لله من أن إثبات هذه الصفات يؤدي إلى التشبيه وإثبات
الجوارح، فإثبات الكتاب والسنة لتـلك الصفات هو في حدود قوله تعالى: قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ،[46]
وهذا التنزيه لا يتنافى مع إثبات الكمالات لله تعالى، حسبك أن ترى آية التنزيه في
القرآن أثبتت لله صفتي السمع والبصر مع إثبات صفات الكمال، قال تعالى: لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، فسمعه وبصره ليس كأسماعنا
وأبصارنا، وهكذا كل ما وصف الله به من الصفات وأسند إليه من الأفعال.[47]
الصفات
الإلهية عند المعتزلة[48]
قد
علمنا أن الله تعالى واحد لا شريك له غيره في ذاته وصفاته وأفعاله،[49] ويقصد به
المعتزلة أن الله تعالى واحد لا ثاني له في القدم والإلهية، ولا شريك له فيما يثبت
له أو ينفى عنه من الصفات، مع اشتراط العلم والإقرار بهذه الوحدنية وعدم المشاركة،
ومن لم يكن هذين الشرطين فليس موحدا.[50] فمن
الاعتقاد للمعتزلة عن الصفات الإلهية تنحصر على أمور تال :
الاعتقاد
على نفي الصفات لله
مخالفا
لم اعتقده المسلمون في توحيد الله فإن المعتزلة ينكرون الصفات تعنىي التنزيه المطلق
لله عن صفات المخلوقين المحدثين.[51]
والله تعالى نفي عن نفسه الشبيه والمثيل والنظير، فقال تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ،
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ،[52]
وقال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ،[53]
يرى المعتزلة أن إثبات الصفات لله تعالى يقتضي التشبيه والتمثيل، ولذلك لا يجوز
وصف الباري تعالى بصفة يتصف بها المخلوق حتى لا يحصل التشبيه والتمثيل. يقول
الشهرستاني واتفقوا على نفي التشبيه عنه من كل أوجوه:
جهة، ومكانا، وصورة، وجسما، وتحيزا، وانتقالا، وزوالا، وتغيرا، وتأثرا.[54]
فالله
ليس بجسم ولا شبح ولا صورة ولا لحم ولا دم إنكار على فكرة المجسمة بأن الله له
جسم، ولا شخص ولا جوهر ولا أوقنوم إنكار على فكرة المسيحيين الذين جعلوا المسيح
ابن الله وهو أقنوم الثاني من التثليث،[55]
قوله تعالى لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ
قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ،[56]
ولا بذي لون ولا طعم ولا رائحة إنكار على اليهودية أنه ذو وفرة سوداء أو بيضاء،
ولا مجسمة ولا بذي حرارة ولا برودة ولا رطوبة إنكار على الحشوية والمشبهة، ولا بذي
جهات: يمين وشمال وأمام وخلف وفوق وتحت، ولا يحيط به المكان والزمان، ولا والد ولا
مولود أو اتخاذ الصحابة والأبناء، ولا تدركه الحواس ولا تجرى عليه الآفات
والعاهات، ولا عين رأت ولا أذون سمعت ولا خطر بالبال.[57]
هذه
الصفات المذكورة كانت سلبية لرد على كل مالا يليق للباري عن البشرية بأنه ليس كمثله
شيئ. وقد اتفق المعتزلة على أنَّ الله تعالى لم يزل موجوداً قبل الخلائق، ولم يزل
عالماً قادراً حيّاً موجودًا، وأنه تعالى يستحق بهذه الصفات الأربع لذاته كما قال
أبو الهذيل[58]وأبو علي
وأبو هاشم،[59] وليست
زائدة على الذات، فراراً من تعدد القدماء.[60]
وما سوى هذه الصفات مما ورد في الكتاب والسنَّة فإنهم يتأوَّلونه، ويصرفونه عن
ظاهره إلى مجازه. وقال أبو الحسن الأشعري: وأجمعت المعتزلة على أن الله لم يزل
عالماً قادراً حيًّا.[61]
وتعتبر
صفة القدرة عندهم هي أمُّ الصفات، وعليها يترتب ما عداها. وقال القاضي عبد الجبار[62]
أن أوّل ما يُعرف استدلالاً من صفات القديم جل وعز إنما هو كونه قادراً، وما عداه
من الصفات يترتب عليه.[63] وأما
معاني هذه الصفات الأربعة عند المعتزلة :
1. صفة القدرة
قال
القاضي عبد الجبار الأصل أن الله تعالى كان قادراً فيمالم يزل فإن لو لم يكن قادرا
فيما لم يزل ثم حصل قادرا لوجب أن يكون قادرا بقدرة محدثة متعددة. ويكون قادراً
فيما لا يزال فإنه يستحق هذه الصفة لنفسه، والموصوف بصفة من صفات النفس، لا يجوز
خروجه عنها لضعف أو عجز أو لحال من الأحوال. وأنه قادر على جميع أجناس المقدورات،
ومن كل جنس على ما لا يتناهى، وأنه لا ينحصر مقدوره لا في الجنس ولا في العدد.[64]
2. صفة العلم
يلزم
أنه تعالى كان عالماً فيما لا يزال، ولا يجوز خروجه عن هذه الصفة بجهل أو سهو، فهو
أنه لو لم يكن عالما فيما لم يزل وحصل عالما بعد، لوجب أن يكون عالما بعلم متجدد
محدث وذلك فاسد، وأنه عالم بجميع المعلومات في العالم فيجب في القديم لأنه
صفة الذات.[65]
3. صفة الحياة
ويجب
على أنه تعالى كان حياً فيما لم يزل، فإن لو لم يكن حياً فيما لم يزل ثم حصل حياً
لوجب أن يكون حياً بحياة محدثة. ويكون
حياً فيما لا يزال، فإنه يستحق هذه الصفة لذاته، والموصوف بصفة من صفات الذات لا
يجوز خروجه عنها بحال من الأحوال، لا بموت، ولا بما يجري مجرى ذلك.[66]
4. صفة الوجود
وأنه
تعالى كان موجوداً فيما لم يزل، فإنه تعالى لو لم يكن موجودا فيما لم يزل ثم حصل
ذلك لاحتاج إلى موجد يوجده وذلك محال. ويكون موجوداً فيما لا يزال، فهو أنه يستحق
هذه الصفة لذاته، والموصوف بصفة من صفات الذات ولا يجوز خروجه عنها بحال من
الأحوال، ولا تحتاج في هذا الوجود إلى مثل ما احتجت إليه في صفات كونه قادراً
وعالماً، لأن ذلك من فرع التعلّق، وصار الحال في هذا كالحال في كونه حيّاً.[67]
أن
صفاتَ اللهِ تَعَدُّدُ القدماء
عرف
المعتزلة الواحد بأنه الذي لا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتكوّن ولا يتقوّم من كل وجه
كان، انكار على فكرة بأن ذات الآلهة جوهر كالنصارى، أنه يتكون بالأقانيم، ثم
أثبتوا التوحيد بدليل الحدوث، والصفات في نظرهم أجزاء وأبعاض مستقلة بذاتها زائدة
على الذات قائمة بنفسها، وإثباتها للذات أصبح فيها تعدد -الذات والسمع والبصر
والغضب- يعني تعدد القدماء.[68]
ومن
خلال تصور المعتزلة السابق للذات والصفات، نفوا أن يكون لله تعالى صفات أزلية من
علم وقدرة وحياة وسمع وبصر غير ذاته، بل الله عالم وقادر وحي وسميع وبصير بذاته،
وليست هناك صفات زائدة على ذاته، والقول بوجود صفات قديمة قول بالتعدد، والله واحد
لا شريك له –ليس كمثله شيئ- من أي جهة كان، ولا كثرة في ذاته البتة.[69]
ولقد صرح بهذا المعنى واصل بن عطاء، يقول ابن المرتضى: نفت المعتزلة الصفات عن
الله، وذلك للتوحيد المطلق. ولقد قال واصل بن عطاء: ... من أثبت معنى وصفة قديمة.
فقد أثبت إلهين.[70]
ولذلك
فقد اعتبر المعتزلة إثبات الصفات الثبوتية الذاتية والفعلية للباري تعالى شركا
يخرج صاحبه من الإسلام.[71]
فإنما إثبات صفات قديمة لذاته تعالى يقتضي أن تكون هذه الصفات مثلا لله تعالى، لأن
الاشتراك في صفة القدم، يستلزم الاشتراك في باقي الصفات، وأن تكتسب كل صفة من
الصفات جميع ما تختص به الذات، وتتصف بما تتصف به، وأن تكون كل صفة من هذه الصفات
مثلا للأخرى. يقول القاضي عبد الجبار وقد ألزمهم شيوخنا أن يقولوا إن كلامه تعالى
وسائر صفاته القديمة غيره، وبينوا أن القول بأن غير الله قديم مع الله، لا خلاف في بطلانه،
وفي كفر المتمسك به.[72]
النقد على
فكرة المعتزلة عن الصفات الإلهية
النقد
على فكرة نفي الصفات لله
لقد
أخطأ المعتزلة عندما نفي صفات لله وزعموا أن إثبات الصفات للباري تعالى يستلزم
تشبيه الخالق بالمخلوق. فإن الصفات الإلهية ثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية،
ولم يتعرض لها أحد من الصحابة الكرام بالنفي بحجة أنها تستلزم التشبيه والتجسيم،
بل كانوا يقرؤون القرآن، ويسمعون ولا يقابلونها إلا بالتصديق والتنزيه، فصفات
الباري، أحاديث الصفات التي صحت عن النبي تعالى تليق بذاته وجلاله، وصفات
المخلوقين تناسب ضعفهم وعجزهم، والفرق بين صفة الخالق وصفة المخلوق، كما بين
الخالق والمخلوق. وكان السلف ينكر بدعة نفي الصفات ويكفرون القائلين بها[73]
قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري رحمهما الله تعالى أن من شبه الله بخلقه فقد
كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله
تشبيه.[74]
وقال
شيخ الإسلام ابن تيمية أن الجهمية والمعتزلة وغيرهم تنكر معاني الصفات، وإنما
الصفات مجرد العبارة التي يُعبَّر بها عن الموصوف. فهم يُخبرون عن الله تعالى بأنه
قادرٌ وعالمٌ وحيٌّ لا على سبيل الاتصاف بهذه الصفات، وإنما على سبيل الخبر
والحكاية عنه. [75]
وبيَّن شيخ
الإسلام ابن تيمية أيضا في: أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه والتجسيم، والله
سبحانه وتعالى منزه عن ذلك، لأن الصفات التي هي العلم والقدرة والإرادة ونحو ذلك
أعراضٌ[76]
ومعانٍ تقوم بغيرها، والعَرَض لا يقوم إلا بجسم، والله تعالى ليس بجسم، لأن
الأجسام لا تخلوا من الأعراض الحادثة، وما لا يخلو من الحوادث مُحدَث. فنقول إذا
كانت الأعراض التي هي الصفات لا تقوم إلا بجسم، والجسم مركب من أجزائه، والمركب
مفتقر إلى غيره، ولا يكون غنياً عن غيره واجب الوجود بنفسه، والله تعالى غنيٌ عن غيره،
واجب الوجود بنفسه.
وكذلك أنه لو
قامت به الصفات لكان جسماً، ولو كان جسماً لكان مماثلاً لسائر الأجسام، فيجوز عليه
ما يجوز عليها، ويمتنع عليه ما يمتنع عليها، وذلك ممتنع على الله تعالى.[77] فإنهم
يزعمون أن إثبات الصفات ينافي التوحيد، ويزعمون أنهم هم الموحدون، فإن من أثبت
الصفات فهو مشبَّه ليس بموحد، وأنه يثبت تعدد القدماء، لا يجعل القديم واحداً فقط،
فالجهمية من المتفلسفة والمعتزلة وغيرهم يبنون على هذا، وقد يُسمُّون أنفسهم
الموحدين في العقل، والمشبهون في الواقع.
النقد
على أن صفات الله تعدد القدماء
الصفات
ثابتة بالقرآن الكريم وما صح من السنة، ومن ذلك قوله تعالى وَلَا يُحيِطُونَ
بِشَيءٍ مِنْ علْمِهِ،[78]
وقوله تعالى فاْعلَموا أَنَّما أنْزِلَ بعِلْمِ اللهِ،[79]
وقوله تعالى أَنَّ القُوَّةَ للهِ جَميِعًا،[80]
وقوله تعالى إنِّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذو القُوّة المتَينُ،[81]
فقد أثبت الله تعالى لنفسه العلم والقدرة، ولا يلزم من ذلك تعدد الآلهة. ولم يتعرض
أحد من السلف لهذه النصوص بالتحريف أو بالنفي، بحجة أنها تستلزم تعدد القدماء، بل
أثبتوا لله تعالى ما أثبته لنفسه من غير تحريف ولا تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل.[82]
القول
في الصفات كالقول في الذات. فنحن لا نعلم حقيقة الذات ولا كيفيتها، وكذلك لا نعلم
حقيقة الصفات الثابتة للذات وكيفيتها، فيجب التوقف عن الخوض في كيفية الذات مع
الصفات؛ لأن القول في الشيء فرعا عن تصوره، ويجب إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه،
وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه -لأنه لا أحد أعم بالله من
الله، ولا أحد أعلم بالله بعد الله من رسوله صلى الله عليه وسلم- إثباتا من غير
تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل، فهذا هو منهج الصحابة
الكرام والسلف الصالح وهو المنهج الأسلم والأعلم والأحكم.
الصفات
الإلهية عند السلف[83]
وكانت
مسألة الصفات الإلهية من أهم مسائل النزاع، حتى أصبحت علمًا مميزًا بين الطائفتين
أي بين المثبتين والنافين لها، يقول الشهرستاني: (اعلم أن جماعة كبيرة من السلف
كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزلية من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع
والبصر والكلام والجلال والإكرام والجود والإنعام والعزة والعظمة، ولا يفرقون بين
صفات الذات وصفات الفعل، بل يسوقون الكلام سوقًا واحدًا.[84] وسمي السلف
صفاتية لثبوته على الصفات والمعتزلة معطلة بسبب نفيهم عليها.[85]
واعتقد السلف انفراد الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى
وصفاته العلي التي وردت في الكتاب والسنة، وذلك بإثبات ما أثبته سبحانه لنفسه أو
أثبته له رسوله والصفات ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة إثباتاً من
غير تكييف ولا تمثيل، و تنزيهاً من غير
تحريف ولا تعطيل، على حد
قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
البَصِيرُ.[86]
وقد
بين الإمام أحمد في هذا المجل، وهو يثبت كل الصفات التي وصف الله بها نفسه في
كتابه ووصف الله بها على لسان رسوله فالحديث الشريف دون تشبيه ولا تأويل، ولذا
فإنه يرى وجوب الإينان بجميع الصفات أي جاء بها النصوص الصحيحة، ولا يبحث عن كنهها
ولا عن حقيقتها، لأنه يرى أن تأويلها خروج عن المنهج الذي وصفه صاحب الشرع، وبهذا
أنه وسط أهل التعطيل وبين المشبهة والمجسمة والحشوية.[87]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الأصل في هذا الباب أن يوصف
الله بما وصف به نفسه، و بما وصفته به رسله، نفياً و إثباتاً، فيثبت لله ما أثبته
لنفسه، وينفى عنه ما نفاه عن نفسه، وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما
أثبته من الصفات، من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل.[88]
إذن طريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات إثباتاً
بلا تشبيه وتنزيهاً بلا تعطيل كما قال تعالى
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ،[89]
ففي قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ،[90]
رد للتشبيه[91]
والتمثيل ، وقوله تعالى وَهُوَ السَّمِيعُ
البَصِيرُ،[92] رد للإلحاد[93]
والتعطيل، وهم لا يبالغون في الإثبات إلى حد التشبيه والتجسيم، كما لا يبالغون في النفي
إلى حد التعطيل، بل يقفون مع ظاهر النصوص ولا يتجاوزونها، يعني: يثبتون بلا تمثيل،
وينفون بلا تعطيل.[94]
فقد
ذهب السلف إلى تقسيم الصفات الإلهية، وهي على قسمين:
1. صفات ذاتية، هذه الصفات لا تنفك عن
الذات، بل هي لازمة لها أزلاً وأبداً ولا تتعلق بها مشيئته وقدرته، منها ما هو
عقلي، ومنها ما هو خبري. والصفات الذاتية على قسمين :
· صفات ذاتية عقلية أي أن الاستدلال
عليها يحصل بالعقل فيقترن في معرفتها السمع والعقل كصفة الحياة والعلم و القدرة
والإرادة و السمع وغير ذلك.
· صفات ذاتية خبرية أي أن الاستدلال
عليها وإثباتها لا يمكن إلا عن طريق النص كصفة اليدين.
2. صفات فعلية وهذه تتعلق بها مشيئته
وقدرته كل وقت وآن، وتحدث بمشيئته وقدرته، منها ما هو عقلي، ومنها ما هو خبري.
والصفات الفعلية على قسمين أيضاً :
· عقلية كصفة الخلق والرزق، فيشترك في
معرفتها السمع والعقل.
· خبرية كالاستواء والنزول والإتيان
والمجيء.[95]
منهج
السلف في إثبات الصفات الإلهية
أ. إثبات الوجود ونفي العلوم بالكيف
فإنما
لا سبيل إلى معرفة أمور الإلهية إلا إذا من جهة السمع وخاصة فيما يتعلق بمعرفة
الذات الإلهية وصفاتها لأنها أمر فوق مستوى العقل البشري. إذ هو لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ،[96]
فنفي عن نفسه الأشبة والأمثال ومنع الاستدلال عليه بالمماثلة.[97]
ثم أخبر الآيات والآثار صفاته كالرزاق والنفع والضر وغير ذلك من آيات كونه، وذلك
مطلوب إثبات وجوده تعالى وليس إثبات كيفه.[98]
ب. القول في الصفات تابع القول في الذات
كان
القول في الصفات كالقول في الموصوف، حيث معرفة ذات الله محال فيه فصفاته كذلك لا
سبيل لمعرفتها، وقد أثبت القرآن وجود الصفات وليس إثبات الكيفية.
ج.
الكتاب والسنة مصدر الإثبات والنفي
كان
مذهب السلف في إثبات الصفات ونفيها أسسها الكتاب والسنة، منهج السلف في مسائل
الاعتقاد والاستدلال لها يقوم على إيمانهم بكل ما ثبت دليله من كتاب الله تعالى
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إيماناً راسخاً ظاهراً وباطناً.
د.
الأخذ بقياس الأولى في الإثبات والنفي
والقرآن
في معظم آياته يثبت ما يستحقه الله تعالى من صفات الكمال وليس في آية واحدة فقط
على النفي، وهذا الإثبان بلا تمثيل له بخلقه لأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيئ.
ه.
الجمع بين التشبيه والتنزيه
قال
الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ،[99]
وقد جمع الله تعالى في هذه الآية بين التنزيه والتشبيه، فالله سميع بصير ولا يشبهه
أحد من خلقه مع أنهم يسمعون ويبصرون.
و.
الإثبات ليس تشبيها
قد
يشترك بعض الصفات لله بعباده كالعلم والسمع والبصر، فالله موجود والعبد موجود ولكن
إثبات الصفات لله لايقتضي تشبيه به، لأنه اتفاقهما في حقيقة الصفة فحسب.
وقال
بعض أن مذهب السلف يقوم على ثلاثة أسس وهي: الأول: الإيمان بالصفات الواردة، يعني
إثباتها على حقيقتها لا على المجاز. الثاني: وهو تنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه
في أسمائه وصفاته. الثالث: التفويض: وأعني به تفويض الكيفية لا تفويض المعنى.[100]
النقد
على منهج السلف عن الصفات الإلهية
إذ
رأينا أن مذهب السلف في الصفات الإلهية وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفته
به رسله، نفياً وإثباتاً، فيثبت لله ما أثبته لنفسه، وينفى عنه ما نفاه عن نفسه.[101]
والمنهج الذي استخدمه فيها هو الإثبات وتنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه، والتفويض
ما لا يجوز إبقاؤها على ظاهرها في زعمهم لأن ظاهرها يدل على ما لا يليق بالله. ووفق
هذا البحث باعتقاد جمهور علماء المسلمين أي أهل السنة والجماعة، فإنهم لم يتوسعوا في
تقسيم الصفات وتنويعها، إذ ليس من عاداتهم الإسراف في الكلام في المطالب الإلهية. وحيث
أن الخلف[102] فقد أولعوا
بتقسيم الصفات وتنويعها، ومن ذلك تنويعهم الصفات إلى نفسية وسلبية وصفات معان ومعنوية،[103]
وصفات فعلية وصفات جامعة.
وقال
العلامة الشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه أضواء البيان: "اعلم أن
المتكلمين قسموا صفاته جل وعلا إلى ستة أقسام وهي صفة نفسية، وصفة سلبية، وصفة معانى،
وصفة معنوية، وصفة فعلية، وصفة جامعة مثل العلو والعظمة".[104]
ومما
وضح لنا من أن القاعدة الأساسية عند السلف في بحث الأسماء والصفات "تقديم النقل
على العقل" مواقفقا بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ
اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي
شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً[105]. وهذا
القول الصواب فى إثبات الصفات لله.
الحكم
على الخوارج والمعتزلة والسلف عن الصفات الإلهية
يرى
العلماء هذا الرأي للخوارج والمعتزلة فإنهم ينزهون الذات الإلهية بنفي الصفات لله
تعالى، وذلك الرأي باطل مخالف بالقرآن والسنة، بل أنهم عدم تكفيرهم حيث إخراج أحد
من الإسلام أمر غير هين، نظرا لما ورد من نصوص تحذر من مثل هذا الحكم أشد التحذير،
إلا لمن عرف من الكفر بقول أو فعل، فلا مانع حينئذ من تكفيره بعد إقامة الحجة
عليه.
ولهذا
أحجم كثير من العلماء أيضاً عن إطلاق هذا الحكم عليهم وهؤلاء اكتفوا بتفسيقهم، وأن
حكم الإسلام يجري عليهم لقيامهم بأمر الدين- وأن لهم أخطاء وحسنات كغيرهم من
الناس، ثم إن كثيراً من السلف لم يعاملوهم معاملة الكفار كما جرى لهم مع علي رضي
الله عنه وعمر بن عبد العزيز فلم تسبى ذريتهم وتغنم أموالهم.[106] يقول
القاضي عياض هذه المسألة أي مسألة تكفير الخوارج تكون أشد إشكالا عند المتكلمين
بأن إدخال كافر في الملة وإخراج مسلم عنها عظيم في الدين.[107]
ويرى
ابن حجر إلى أن الخوارج فسوق، وأن حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين
ومواظبتهم على أركان الإسلام، وإنما فسقوا بتكفيرهم المسلمين مستندين إلى تأويل
فاسد، وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم والشهادة عليهم بالكفر
والشرك.[108] ويقول
الخطابي أنهم كانوا على ضلال، وهذا يوافق بإجماع علماء المسلمين على أن الخوارج مع
ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين، وأجازوا مناكحتهم، وأكل ذبائحهم، وأنهم لا يكفرون
ما داموا متمسكين بأصل الإسلام.[109]
وكان السلف فرقة ناجية سالمة بما تمسكه القرآن والسنة.
الاختتام
فإنما
حصل النزاع بين المتكلمين فى بحث الصفات الإلهية أخطار الأمور حيث كانت مسائل العقيدة. ورأى الخوارج فيها أنهم يقفون موقف النفي أو تأويل الصفات حيث
يذهبون إلى تأويل الصفة تأويلاً مجازياً بحجة الابتعاد عن اعتقاد المشبهة فيها، ويرون
أن إثباتها يؤدي إلى التشبيه المذموم الذي حذروه، فكانت صفات الله ليست زائدة على ذات
الله ولكنها هي عين ذاته. وأما المعتزلة لا يثبتون جميع الصفات بل غلاتهم ينفون الصفات
والأسماء معاً، وينهجون منهجاً مخالفاً لمنهج السلف الصالح الذي هو التقيد بالكتاب
والسنة.
واعتقد
السلف الصالح أن العقل في حال سلامته يتبع النقل ولا يخالفه، والعقل الصريح لا يخالف
النقل الصحيح، بخلاف المعتزلة وأشباههم، من أن الدليل العقلي وهو العمدة في باب الصفات،
بحيث لو تعارض العقل والنقل قدم العقل، لأنه الأصل، و على هذا زعمهم باطل. فإذن المنهج
السلفي هو الطريق الواضحة البينة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه من
الصحابة والتابعين، وطريقتهم الأعلم والأحكم والأسلم.
مصادر البحث
آبادي، القاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الهمدانى
الأسد، المحيط بالتكليف، تحقيق عمر السيد عزمي، (دون مدينة: الدار المصرية
للتأليف، 1780).
___، القاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الهمدانى
الأسد، المغني في أبواب التوحيد والعدل، الطبعة الأولى، (مصر: الشركة
العربية، 1380).
___، القاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الهمدانى
الأسد، شرح
الأصول الخمسة، المحقق الدكتور عبد الكريم عثمان، (القاهرة: مكتبة وهبة،
1996).
الأشعري، الإمام أبو الحسن على بن
إسماعيل، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، المحقق محمد محي الدين عبد
الحميد، الطبعة الأولى، (مصر: مطبعة السعادة، 1954).
الألوسي، أبو المعالي محمود شكري بن
عبد الله بن محمد بن أبي الثناء، صب العذاب على من سب الأصحاب، دراسة
وتحقيق عبد الله البخاري، الطبعة الأولى، (الرياض: أضواء السلف، 1417 هـ - 1997 م).
أمين، أحمد، فجر الإسلام،
الطبعة العاشرة، (بيروت: دار الكتاب العربي، ١٩٦٩).
التميمي، محمد بن خليفة بن علي، الصفات
الإلهية تعريفها وأقسامها، الطبعة الأولى، (الرياض: أضواء السلف،
1422هـ-2002م).
الجرجاني، علي بن محمد بن علي الزين
الشريف، كتاب التعريفات، المحقق ضبطه وصححه جماعة من العلماء بإشراف
الناشر، الطبعة الأولى، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1403هـ -1983م).
الجعفي، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله
البخاري، الجامع الصحيح المختصر للبخاري، الطبعة الثالثة، تحقيق
مصطفى ديب البغا، رقم 1094، (بيروت: دار ابن كثير، 1407 – 1987).
الجوزية، أبو عبد الله شمس الدين محمد
بن أبي بكر بن أيوب بن قيم، مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة،
اختصره محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان بن عبد العزيز، المحقق الحسن بن عبد
الرحمن العلوي، (أضواء السلف، 2004).
الحراني، تقي الدين أبو العباس أحمد بن
عبد الحليم بن تيمية، مجموع الفتاوى، المحقق عبد الرحمن بن محمد بن قاسم،
(المدينة النبوية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، 1416هـ-1995م).
___، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد
الحليم بن تيمية، الفتوى الحموية الكبرى، الطبعة الأولى، (دون مدينة:دار
فجر للتراث، 1991).
حكمي، حافظ بن أحمد، معارج القبول
بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد، تحقيق صلاح محمد عويضة وأحمد بن
يوسف القادري، الطبعة الأولى، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1411).
حلمي، مصطفى محمد، منهج علماء
الحديث والسنة في أصول الدين، الطبعة الأولى، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1426
هـ).
الحميد، صائب عبد، المذاهب والفرق في الإسلام النشأة والمعالم،
(دم: مركز الرسالة، 1425 هـ).
حنبل، أحمد بن، مسند الإمام أحمد بن
حنبل، المحقق شعيب الأرنؤوط وآخرون، الطبعة الثانية، رقم 17371، (دون مدينة:
مؤسسة الرسالة، 1999).
الحنبلي، عبد الرحمن بن محمد بن قاسم
العاصمي النجدي، التدمرية - ضمن مجموعة فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية،
الطبعة الأولى، (السعودية: دون طبعة، 1398).
الرازي، أبو الحسين أحمد بن فارس بن
زكرياء القزويني، معجم مقاييس اللغة، المحقق عبد السلام محمد هارون، (دون
مدينة: دار الفكر، 1399هـ - 1979م).
زركشي، أمل فتح الله، دراسة في علم
الكلام: تاريخ المذاهب الإسلامية وقضاياها الكلامية، الطبعة السادسة، (كونتور:
جامعة دار السلام للطباعة والنشر، 2011).
الزركلي، خير الدين، الأعلام قاموس
تراجم: لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، الطبعة
الخامسة عشرة، (بيروت: دار العلم للملايين، 2002).
السلمي، عبد الرحيم بن صمايل، حقيقة التوحيد بين أهل السنة
والمتكلمين، (دون مدينة: دار المعلمة للنشر والتوزيع، دون سنة).
الشنقيطي، محمد الأمين،
أضواء البيان، (جدة: دار عالم الفوائد، دون سنة).
الشهرستاني، أبو الفتح محمد بن عبد
الكريم، الملل والنحل، المحقق: أحمد فهمي محمد، (بيروت: دار الكتب العلمية،
1992).
الشيخ، صالح بن عبد العزيز بن محمد آل،
شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد، تحقيق عادل بن محمد مرسي رفاعي،
(القاهرة: مكتبة دار الحجاز، 1433).
الطعيمي، عبد الله بن
علي، التأويل الكلامي عند الإباضية-دراسة وتحليل، عمادة الدراسة العليا،
كلية التربية قسم الثقافة الإسلامية شعبة العقيدة، (الرياض: جامعة الملك سعود،
1424-1425).
عاشور، سعد عبد الله، منهج السلف في إثبات الصفات الإلهية،
مجلة الجامعة الإسلامية المجلد العاشر، كلية أصول الدين، غزة، العدد الأول، ص
183-222.
العباس، أحمد عبد الحليم بن تيمية
الحراني أبو، بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، المحقق محمد بن
عبد الرحمن بن قاسم، الطبعة الأولى، (مكة المكرمة: مطبعة الحكومة، 1392).
عبد الله، محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن
قيم الجوزية أبو، محتصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة،
الطبعة الأولى، (الرياض: مكتبة أضواء السلف،
2004).
عثمان، عبد
الرءوف محمد، محبة الرسول بين الاتباع والابتداع، الطبعة: الأولى، (الرياض:
رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة،
1414هـ).
العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر أبو
الفضل، فتح الباري شرح صحيح البخاري، تحقيق أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل
العسقلاني الشافعي، (بيروت: دار المعرفة، 1379).
عمارة، محمد، تيارات الفكر الإسلامي،
الطبعة الثانية، (القاهرة: دار الشروق، 1997).
عمر، أحمد مختار عبد الحميد، معجم
اللغة العربية المعاصرة، الطبعة الأولى، (دون مدينة: عالم الكتب، دون سنة)،
1429 هـ - 2008 م).
عمر، عبد الرحمن بن حماد آل، الإرشاد
إلى توحيد رب العباد، الطبعة الثانية، (الرياض: دار العاصمة، 1412 هـ).
عواجي، غالب بن على، الخوارج
تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية وموقف الإسلام منها، قسم
الدراسة العليا الشرعية، كلية الشريعة، (الرياض، جامعة الملك عبد العزيز،
1398-1399).
العواجي، غالب بن علي، فرق معاصرة تنتسب
إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها ، الطبعة الرابعة، (جدة: المكتبة العصرية
الذهبية للطباعة والنشر والتسويق، 2001).
القاهري، زين الدين محمد المدعو بعبد
الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي، التوقيف
على مهمات التعاريف، الطبعة الأولى، (القاهرة: عالم الكتب، 1410هـ-1990م).
القحطاني، سعيد بن علي بن وهف، شرح
العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية في ضوء الكتاب والسُّنَّة، (الرياض:
مطبعة سفير، دون سنة).
اللالكائي، أبو القاسم هبة الله بن الحسن
بن منصور الطبري، شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، تحقيق: د. أحمد بن سعد
بن حمدان الغامدي، الطبعة الرابعة، ( : دار طيبة، 1416 هـ - 1995 م).
متولي، تامر محمد محمود، منهج الشيخ
محمد رشيد رضا في العقيدة، الطبعة الأولى، ( دون مدينة: دار ماجد عسيري،
1425هـ-2004م).
المغراوي، أبو سهل محمد بن عبد الرحمن،
موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية، الطبعة الأولى، (القاهرة:
المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع، دون سنة).
الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الموسوعة
الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، إشراف وتخطيط ومراجعة مانع بن
حماد الجهني، (دون مدينة: دار الندوة العالمية، دون سنة).
النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب،
سنن النسائي بشرح السيوطي وحاشية السندي، المحقق مكتب تحقيق التراث، الطبعة
الخامسة، رقم 3165، (ببيروت: دار المعرفة، 1420).
النيسابوري، مسلم بن الحجاج أبو الحسين
القشيري، صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، رقم 758، (بيروت: دار
إحياء التراث العربي، دون سنة).
هرّاس، محمد بن خليل حسن، شرح
العقيدة الواسطية ويليه ملحق الواسطية، ضبط نصه وخرَّج أحاديثه ووضع الملحق:
علوي بن عبد القادر السقاف، الطبعة الثالثة، (دون مدينة: دار الهجرة للنشر
والتوزيع، 1415 هـ).
اليافعي، عبد الفتاح بن صالح قديش، التجسيم
والمجسمة وحقيقة عقيدة السلف في الصفات الإلهية، الطبعة الأولى، (بيروت: مؤسسة
الرسالة ناشرون، 2010).
[1] أبو المعالي
محمود شكري بن عبد الله بن محمد بن أبي الثناء الألوسي، صب العذاب على من سب
الأصحاب، دراسة وتحقيق عبد الله البخاري، الطبعة الأولى، (الرياض: أضواء
السلف، 1417 هـ - 1997 م)، ص 505.
[2]
أبو سهل محمد بن عبد الرحمن المغراوي، موسوعة
مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية، الطبعة الأولى، (القاهرة: المكتبة
الإسلامية للنشر والتوزيع، دون سنة)، ج 8، ص 503.
[3]
عبد الرحمن بن حماد آل عمر، الإرشاد إلى
توحيد رب العباد، الطبعة الثانية، (الرياض: دار العاصمة، 1412 هـ)، ص 22.
[4] الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الموسوعة الميسرة في الأديان
والمذاهب والأحزاب المعاصرة، إشراف وتخطيط ومراجعة مانع بن حماد الجهني، (دون
مدينة: دار الندوة العالمية، دون سنة)، ج 2، ص 25.
[5] نفس المرجع.
[6] أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، الملل والنحل،
المحقق: أحمد فهمي محمد، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1992)، ص 45.
[7] التكييف هو السؤال بكيف. والمراد به تعيين وتحديد كنه الصفة بحيث
يجعل لها كيفية معلومة، وليس المراد بنفي الكيفية تفويض المعنى المراد من الصفات؛
بل المعنى معلوم من لغة العرب، وهذا مذهب السلف كما قال الإمام مالك رحمه الله
تعالى حينما سئل عن كيفية الاستواء فقال رحمه الله تعالى: الاستواء معلوم، والكيف
مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. فكل صفة من صفات الله تعالى تدل على
معنى حقيقي ثابت نؤمن به ونثبته لله، ولكننا لا نعرف كيفيتها، وهيئتها وصورتها.
فالواجب إثبات الصفات حقيقة ومعنى، وتفويض الكيفية بخلاف الواقفة الذين يفوضون
معانيها.
[8] التمثيل هو بمعنى التشبيه بحيث يُجعل لله شبيهٌ في صفاته الذاتية
أو الفعلية، وهو قسمان: (1)
تشبيه المخلوق بالخالق، كما شبهت النصارى المسيح بن مريم بالله تعالى، وكما شبهت
اليهود عزيراً بالله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. (2)
تشبيه الخالق بالمخلوق، كما فعلت المشبهة الذين يقولون: له وجه كوجه المخلوق، ويد
كيد المخلوق، وسمع كسمع المخلوق، ونحو ذلك من التشبيه الباطل تعالى الله عن قولهم
علواً كبيراً. وزاد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله (3) وهو تشبيه الخالق
بالمعدومات، والمستحيلات، والناقصات، أو الجمادات، وهذا الذي وقع فيه الجهمية
والمعتزلة. انظر سعيد بن علي بن وهف القحطاني، شرح العقيدة الواسطية لشيخ
الإسلام ابن تيمية في ضوء الكتاب والسُّنَّة، (الرياض: مطبعة سفير، دون سنة)،
ص 12.
[9] التحريف هو لغة التغيير والتبديل. واصطلاحاً تغيير ألفاظ الأسماء
الحسنى والصفات العلا أو معانيها. وهو ينقسم إلى قسمين: الأول
تحريف اللفظ بزيادة، أو نقص، أو تغيير شكل وذلك كقول الجهمية ومن تبعهم في استوى:
استولى. بزيادة اللام. وكقول اليهود: حنطة لَمّا قيل لهم: قولوا حطة، وكقول بعض
المبتدعة بنصب لفظ الجلالة في قوله تعالى: وَكَلَّمَ الله مُوسَى تَكْلِيمًا. والثاني:
تحريف المعنى وهو إبقاء اللفظ على حاله وتغيير معناه وذلك كتفسير بعض المبتدعة
الغضب بإرادة الانتقام، والرحمة بإرادة الإنعام، واليد بالنعمة.
[10] التعطيل فَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْعَطَلِ، الَّذِي هُوَ الخلوُّ
وَالْفَرَاغُ وَالتَّرْكُ. والمراد به نفي الصفات الإلهية عن الله تعالى وإنكار
قيامها بذاته تعالى أو إنكار بعضها. وأما التعطيل قسمان: كلي؛ كما فعل نفاة الصفات
من الجهمية والمعتزلة، وجزئي كما فعل الأشاعرة الذين يثبتون سبع صفات فقط، وينفون
الباقي. انظر محمد بن خليل حسن هرّاس، شرح العقيدة الواسطية ويليه ملحق
الواسطية، ضبط نصه وخرَّج أحاديثه ووضع الملحق: علوي بن عبد القادر السقاف،
الطبعة الثالثة، (دون مدينة: دار الهجرة للنشر والتوزيع، 1415 هـ)، ص 67.
[11] سورة الشورى : 11
[12] أحمد مختار عبد الحميد عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة،
الطبعة الأولى، (دون مدينة: عالم الكتب، دون سنة)، 1429 هـ - 2008 م)، 3، ص 2447.
[13] أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، معجم
مقاييس اللغة، المحقق عبد السلام محمد هارون، (دون مدينة: دار الفكر، 1399هـ -
1979م)، ج 6، ص 115.
[14] زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين
العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري، التوقيف على مهمات التعاريف، الطبعة
الأولى، (القاهرة: عالم الكتب، 1410هـ-1990م)، ص 217.
[15] علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني، كتاب التعريفات،
المحقق ضبطه وصححه جماعة من العلماء بإشراف الناشر، الطبعة الأولى، (بيروت: دار
الكتب العلمية، 1403هـ -1983م)، ص 252.
[16] سورة الإخلاص :1
[17] تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، مجموع
الفتاوى، المحقق عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، (المدينة النبوية: مجمع الملك
فهد لطباعة المصحف الشريف، 1416هـ-1995م)، ج 3، ص 335.
[18] محمد بن خليفة بن علي التميمي، الصفات الإلهية
تعريفها وأقسامها، الطبعة الأولى، (الرياض: أضواء السلف، 1422هـ-2002م)، ص 11.
[19] نفس المرجع، ص 14.
[20] تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، مجموع
الفتاوى.....ج 16، ص 472.
[21] الخوارج في اللغة جمع خارج، وقد أطلق علماء اللغة كلمة الخوارج في
آخر تعريفاتهم اللغوية على هذه الطائفة من الناس، معللين ذلك بخروجهم عن الدين أو
على الإمام علي، أو لخروجهم على الناس. ويقول الزبيدي عنهم هم الحرورية والخارجية
طائفة منهم، وهم سبع طوائف سموا به لخروجهم على الناس أو عن الدين أو عن الحق أو
عن علي كرم الله وجهه بعد صفين. قال الشهرستاني: كل من خرج على الإمام الحق الذي
اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة
الراشدين أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان والأئمة في كل زمان. انظر أبو
الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، الملل والنحل.....ج 1، ص 114.
[22] نفس المرجع، ج 1، ص 129.
[23] الإباضية إحدى فرق الخوارج، وتنسب إلى مؤسسها عبد الله بن إباض
التميمي، ويدعي أصحابها أنهم ليسوا خوارج وينفون عن أنفسهم هذه النسبة، والحقيقة
أنهم ليسوا من غلاة الخوارج كالأزارقة مثلاً، لكنهم يتفقون مع الخوارج في مسائل
عديدة منها: أن عبد الله بن إباض يعتبر نفسه امتداداً للمحكمة الأولى من الخوارج،
كما يتفقون مع الخوارج في تعطيل الصفات والقول بخلق القرآن وتجويز الخروج على أئمة
الجور.
[24] الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الموسوعة الميسرة في الأديان
والمذاهب.....ج 2، ص 25.
[25] عبد الله بن علي الطعيمي، التأويل الكلامي عند الإباضية-دراسة
وتحليل، عمادة الدراسة العليا، كلية التربية قسم الثقافة الإسلامية شعبة
العقيدة، (الرياض: جامعة الملك سعود، 1424-1425)، ص 131.
[26] محمد عمارة، تيارات الفكر الإسلامي، الطبعة الثانية،
(القاهرة: دار الشروق، 1997)، ص 24.
[27] سورة الشورى :11
[28] أمل فتح الله زركشي، دراسة في علم الكلام: تاريخ المذاهب
الإسلامية وقضاياها الكلامية، الطبعة السادسة، (كونتور: جامعة دار السلام
للطباعة والنشر، 2011)، ص 51.
[29] سورة النساء: 166
[30] سورة التوبة: 6
[31] تقي الدين أحمد بن تيمية، الفتوى الحموية الكبرى، الطبعة
الأولى، (دون مدينة:دار فجر للتراث، 1991)، ص 99.
[32] أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن
قيم الجوزية ، مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، اختصره محمد بن
محمد بن عبد الكريم بن رضوان بن عبد العزيز، المحقق الحسن بن عبد الرحمن العلوي،
(أضواء السلف، 2004)، ص 16- 29.
[33] سورة الرحمن : 27
[34] سورة المائدة : 64
[35] سورة المائدة : 116
[36] سورة الفجر: 22
[37] سورة المائدة : 54
[38] سورة الفتح : 6
[39] سورة طـه : 5
[40] محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، الجامع الصحيح
المختصر للبخاري، الطبعة الثالثة، تحقيق مصطفى ديب البغا، رقم 1094،
(بيروت: دار ابن كثير، 1407 – 1987)، ج 1، ص 384. ومسلم بن الحجاج أبو الحسين
القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، رقم 758،
(بيروت: دار إحياء التراث العربي، دون سنة)، ج 1، ص 521.
[41] أحمد بن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق شعيب
الأرنؤوط وآخرون، الطبعة الثانية، رقم 17371، (دون مدينة: مؤسسة الرسالة، 1999)، ج
28، ص 600.
[42] أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، سنن النسائي بشرح
السيوطي وحاشية السندي، المحقق مكتب تحقيق التراث، الطبعة الخامسة، رقم 3165،
(ببيروت: دار المعرفة، 1420)، ج 6، ص 345.
[43] ومسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري، صحيح
مسلم.....ج 1، ص 381.
[44] سورة الشورى : 11
[45] صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، شرح لمعة
الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد، تحقيق عادل بن محمد مرسي رفاعي، (القاهرة:
مكتبة دار الحجاز، 1433)، ص 47.
[46] سورة الإخلاص : 1-2
[47] غالب بن على عواجي، الخوارج تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية وموقف
الإسلام منها، قسم الدراسة العليا الشرعية، كلية
الشريعة، (الرياض، جامعة الملك عبد العزيز، 1398-1399)، ص 267.
[48] المعتزلة هي فرقة إسلامية التتي نشأت في أواخر العصر الأموي،
وازدهرت في نموها في العصر العباسي، وقد كانت اعتمادة على العقل المجرد في فهم
العقيدة الإسلامية لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة مما أدى إلى انحرافها عن عقيدة
أهل السنة والجماعة. وأصل ظهور المعتزلة كان بسبب اعتزال واصل بن عطاء(80-131 هـ)
حلقة الحسن البصري، وعقد حلقة خاصة به، فقال الحسن البصري: اعتزلنا واصل. وكان
اعتزال واصل بن عطاء هو القول بأن فاعل الكبيرة بمنزلة بين المنزلتين، لا هو بمؤمن
ولا هو بكافر، وهذا في الدنيا، أما في الآخرة فوافقوا الخوارج بأنهم كفار. انظر
الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب.....ج
2، ص 26. انظر كذلك صائب عبد الحميد، المذاهب
والفرق في الإسلام النشأة والمعالم، (دم: مركز الرسالة، 1425 هـ)، ص 92-94.
[49] عبد الرءوف محمد عثمان، محبة
الرسول بين الاتباع والابتداع، الطبعة: الأولى، (الرياض: رئاسة إدارة البحوث
العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة، 1414هـ)، ج 1، ص 250.
[50] القاضي أبو الحسن عبد
الجبار بن أحمد الهمدانى الأسد آبادي، شرح الأصول الخمسة، المحقق الدكتور عبد الكريم عثمان، (القاهرة:
مكتبة وهبة، 1996)، ص 128.
[51] أمل فتح الله زركشي، دراسة في علم الكلام.....ص 128.
[52] سورة الإخلاص : 1-4
[53] سورة الشورى : 11
[54] أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، الملل والنحل.....ص
45.
[55] عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي، التجسيم والمجسمة وحقيقة
عقيدة السلف في الصفات الإلهية، الطبعة الأولى، (بيروت: مؤسسة الرسالة ناشرون،
2010)، ص 41.
[56] سورة المائدة : 72
[57] أمل فتح الله زركشي، دراسة في علم الكلام.....ص 129.
[58] أبو الهذيل العلاف (135 - 235 هـ) محمد بن محمد بن الهذيل بن عبد
الله بن مكحول العبدى، مولى عبد القيس، أبو الهذيل العلاف هو من أئمة المعتزلة.
ولد في البصرة واشتهر بعلم الكلام.قال المأمون: أطل أبو الهذيل على الكلام كإطلال
الغمام على الانام. له مقالات في الاعتزال ومجالس ومناظرات. وكان حسن الجدل قوي
الحجة، سريع الخاطر. كف بصره في آخر عمره، وتوفي بسامرا. له كتب كثيرة، منها كتاب
سماه (ميلاس) على اسم مجوسي أسلم على يده. خير الدين الزركلي، الأعلام قاموس
تراجم: لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، الطبعة
الخامسة عشرة، (بيروت: دار العلم للملايين، 2002)، ج 7، ص 131.
[59] أبو هاشم المعتزلي (247 - 321 هـ) عبد السلام بن محمد بن عبد
الوهاب الجبائي، من أبناء أبان مولى عثمان: عالم بالكلام، من كبار المعتزلة.له
آراء انفرد بها. " وله مصنفات " الشامل " في لفقه، و " تذكرة
العالم " و " العدة " في أصول الفقه. خير الدين الزركلي، الأعلام
قاموس تراجم.....ج 4، ص 7.
[60] القاضي أبو الحسن عبد
الجبار بن أحمد الهمدانى الأسد آبادي، شرح الأصول الخمسة.....ص 182.
[61] الإمام أبو الحسن على بن إسماعيل الأشعري، مقالات الإسلاميين
واختلاف المصلين، المحقق محمد محي الدين عبد الحميد، الطبعة الأولى، (مصر:
مطبعة السعادة، 1954)، ج 1، ص 240.
[62] عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمذاني الأسد آبادي توفي 415هـ،
أبو الحسين : قاض، أصولي. كان شيخ المعتزلة في عصره. وهم يلقبونه قاضي القضاة، ولا
يطلقون هذا اللقب على غيره. ولي القضاء بالري، ومات فيها. له كتب منها شرح الاصول
الخمسة و المغني في أبواب التوحيد والعدل.
[63] القاضي أبو الحسن عبد
الجبار بن أحمد الهمدانى الأسد آبادي، شرح الأصول الخمسة.....ص151.
[64] نفس المرجع، ص155-156
[65] القاضي أبو الحسن عبد
الجبار بن أحمد الهمدانى الأسد آبادي، شرح الأصول الخمسة.....ص160.
[66] نفس المرجع، ص 166-167.
[67] نفس المرجع، ص 180-181.
[68] القاضي أبو الحسن عبد
الجبار بن أحمد الهمدانى الأسد آبادي، المغني في أبواب
التوحيد والعدل، الطبعة الأولى، (مصر: الشركة العربية، 1380)، ج 4، ص 341.
[69] أحمد أمين، فجر الإسلام، الطبعة العاشرة، (بيروت: دار
الكتاب العربي، ١٩٦٩)، ص ٢٩٧.
[70] أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، الملل والنحل.....ص
46.
[71] القاضي أبو الحسن عبد
الجبار بن أحمد الهمدانى الأسد آبادي، المحيط بالتكليف،
تحقيق عمر السيد عزمي، (دون مدينة: الدار المصرية للتأليف، 1780)، ص 177-178.
[72] القاضي أبو الحسن عبد
الجبار بن أحمد الهمدانى الأسد آبادي، المغني في أبواب
التوحيد والعدل.....ج 7، ص 116.
[73] محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية أبو عبد الله، محتصر
الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، الطبعة الأولى، (الرياض: مكتبة
أضواء السلف، 2004)، ج 3، ص 1030.
[74] حافظ بن أحمد حكمي، معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم
الأصول في التوحيد، تحقيق صلاح محمد عويضة وأحمد بن يوسف القادري، الطبعة
الأولى، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1411)، ص 296.
[75] تقي الدين أحمد ابن تيمية، مجموع الفتاوى.....ج 3، ص 335.
[76] أعراضٌ جمع عرض ومعناه الظهور والبروز. وعند المتكلمين
العرض ضد الجوهر لأن الجوهر هو ما يقوم بذاته ولا يفتقر إلى غيره ليقوم به، فالجسم
جوهر يقوم بذاته. وأمام اللون فهو عرض لأنه لا قيام له إلا بالجسم. وذكر عبد الجبار أن
الأعراض منها المدركات وهي سبعة أنواع وهي الألوان والطعوم والروائح والحرارة
والبرودة والآلام والأصوات، وعرّفه الرازي في بأنه كل ماكان حالاً بالمتحيز ،وجعل
من أنواعه الأكوان وهي الحركة والسكون والاجتماع والافتراق.
[77] أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، بيان تلبيس
الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، المحقق محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، الطبعة
الأولى، (مكة المكرمة: مطبعة الحكومة، 1392)، ج 1، ص 618.
[78] سورة البقرة : ٢٥٥
[79] سورة هود : ١٤
[80] سورة البقرة : ١٦٥
[81] سورة الذاريات : ٥٨
[82] عبد الرحيم بن صمايل
السلمي، حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين، (دون مدينة: دار المعلمة
للنشر والتوزيع، دون سنة)، ص ٢٨٥ .
[83] السلف: جمع سالف وهو كل من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك
في السن أو الفضل. والمراد هنا بالسلف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم والتابعين
الذين كانوا في القرون الثلاثة الأولى لهم بإحسان ومن تبعهم من أئمة الدين وأعلام الهدى
(بخلاف من رمي ببدعة من الخوارج والروافض أو الجهمية أو المعتزلة ونحوهم)، وكل من
تبع الكتاب والسنة نصا وروحا، وهم الذين قصدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقوله: خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، وكذلك يفهم مدح هؤلاء
العلماء الذين كانوا في القرون الأولى الفاضلة من قوله تعالى: والسابقون الأولون
من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. سورة
التوبة: 100.
[84] مصطفى محمد حلمي، منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين،
الطبعة الأولى، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1426 هـ)، ص 162-163.
[85] أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، الملل
والنحل.....ج 1، ص 95.
[86] سورة الشورى : 11
[87] أمل فتح الله زركشي، دراسة في علم الكلام.....ص 201.
[88] عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي، التدمرية
- ضمن مجموعة فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، الطبعة الأولى، (السعودية: دون
طبعة، 1398)، ج 3، ص 3-4.
[89] سورة الشورى : 11
[90] سورة الشورى : 11
[91] التشبيه هو بمعنى التمثيل بحيث يُجعل لله شبيهٌ في صفاته الذاتية
أو الفعلية،
[92] سورة الشورى : 11
[93] الإلحاد في اللغة هو الميل، والإلحاد في الأسماء والصفات هو الميل
بها عن مدلولها إلى مدلول باطل؛ كتفسير الوجه بالذات واليد بالقدرة أو النعمة،
وهكذا. هذا تحريف للكلم عن مواضعه، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ
فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا" فصلت: 40، "يُلْحِدُونَ"
يعني: يميلون بها إما بجحدها كما فعلت المعطلة، وإما بتشبيهها بصفات خلقه كما
فعلته الممثلة، وإما بالزيادة عليها شيئا لم يثبته الله ولا رسوله صلى الله عليه
وسلم، وإما بجعلها أسماء للأصنام كاللات والعزى إلى آخره.
[94] أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي،
شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، تحقيق: د. أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي، الطبعة الرابعة، ( : دار طيبة، 1416 هـ
- 1995 م)، ص 216.
[95] سعد عبدالله عاشور، منهج
السلف في إثبات الصفات الإلهية، مجلة الجامعة الإسلامية المجلد العاشر، كلية
أصول الدين، غزة، العدد الأول، ص 183-222.
[96] سورة الشورى : 11
[97] أمل فتح الله زركشي، دراسة في علم الكلام.....ص 201.
[98] نفس المرجع، ص 202.
[99] سورة الشورى : 11
[100] تامر محمد محمود متولي، منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة،
الطبعة الأولى، ( دون مدينة: دار ماجد عسيري، 1425هـ-2004م)، ص 362-365.
[101] عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي
الحنبلي، التدمرية .....ج 3، ص 3-4.
[103] مكتوب فى كتاب متن أم البراهين المسمى بالعقيدة
السنوسية الصغرى للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي الحسسني.
[104]
محمد الأمين الشنقيطي، أضواء البيان،
(جدة: دار عالم الفوائد، دون سنة)، ج 2، ص 306.
[105]
سورة النساء : 59.
[106] غالب بن علي العواجي، فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف
الإسلام منها ، الطبعة الرابعة، (جدة: المكتبة العصرية الذهبية للطباعة والنشر
والتسويق، 2001)، ج 1، ص 296.
[107] أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح
البخاري، تحقيق أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، (بيروت: دار
المعرفة، 1379)،ج 12، ص 300.
[108] نفس المرجع.
Blogger Comment
Facebook Comment